بدأ أضخم تلسكوب راديوي أحادي في العالم عملَه أثناء عطلة نهاية الأسبوع، بعد استكمال عملية بناء دامت لخمس سنوات. حيثُ انتهت عملية تركيب ألواحه - التي يبلغ عددها 4,450 في يوليو - في وقت مناسب تماماً لإنهاء عملية البناء في الموعد المحدد، والمقرر في 30 سبتمبر.

يتوضع التلسكوب فاست ضمن حوض طبيعي يحتويه بشكل مثالي، وذلك على جانب جبل في مقاطعة جويزهو جنوب غرب الصين، ويبلغ نصف قطر فتحته 500 متر، ويتطلب عمله صمتاً لاسلكيا تاماً ضمن نطاق يبلغ نصف قطره 5 كيلومترات. ولتحقيق ذلك، تم نقل 8,000 شخص يقطنون في 8 قرى مجاورة إلى أماكن سكن أخرى. وفي سبيل الحصول على مكانة علمية رفيعة، أنفقت الحكومة الصينية حوالي 269 مليون دولار أمريكي على اعتمادات مالية لمكافحة الفقر، وقروض مصرفية من أجل نقل هؤلاء السكان، وذلك إضافة إلى كلفة بناء التلسكوب نفسه والبالغة 180 مليون دولار.
يتفوق هذا التلسكوب الضخم على حامل الرقم القياسي السابق، مرصد أريسيبو في بورتو ريكو، في أمور أخرى إلى جانب الحجم، فهو أكثر حساسية بمرتين تقريباً، وأسرع في عملية المسح بمقدار يتراوح بين خمسة وعشرة أضعاف.
يحمل التلسكوب لقب تيانيان.

 ماذا يخبئ لنا هذا التلسكوب؟
يقول الموقع الإلكتروني للتلسكوب: "سيغطي فاست أيضاً منطقة من السماء أكبر بمرتين إلى ثلاث مرات من قبل، وذلك بفضل التصميم الابتكاري للسطح الرئيسي الفعال. يعتبر هذا التلسكوب أداة علمية متفوقة في جميع إمكاناته، حيثُ إنه قادر أيضاً على استكشاف حيز فضائي جديد من المتغيرات، وسيؤدي ذلك على الأرجح إلى اكتشافات مفاجئة".

يهدف فاست إلى اكتشاف المزيد عن أكبر ألغاز الكون، مثل المادة المظلمة والطاقة المظلمة، كما سيُستخدم للبحث عن أمواج الجاذبية والإصدارات الراديوية من النجوم والمجرات، والبحث عن أية دلائل محتملة لحياة ذكية في الفضاء. يقول شيان لي، الباحث المساعد في المراصد الفلكية الوطنية التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم، في تصريح للقناة الإخبارية على الانترنت CCTV: "من الناحية النظرية، إن كان هناك حضارة في مكان ما من الفضاء، فإن الإشارات الراديوية التي ربما تقوم الآن بإرسالها ستكون مشابهة للإشارة التي يمكن أن نتلقاها عندما يقترب منا نجم نابض (نجم نيوتروني دوار)."